التعري هو الأسلوب الشيطاني الأول لدعاة التغيير
تقاوم الدعوة بشكل متغير في كثير من الأساليب؛ لكن القضية -ونحن نتحدث بالنسبة للمرأة- هي واحدة، والأسلوب واحد لا جديد فيه، وهو الأسلوب الشيطاني الأول، الذي أراده إبليس من أن يأكل أبوانا من الشجرة؛ ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوأتهما.. يعني: "التعري" باختصار.ولماذا التعري بالذات؟ لأنه يؤدي إلى ارتكاب الفاحشة، والفاحشة تؤدي إلى انتكاسة في المجتمع المسلم، وبالتالي تقترن هذه الفاحشة وهذا التعري -كما هو ثابت في تاريخ الحضارات- بعبادة غير الله تبارك وتعالى.فنحن نشاهد في التاريخ الحضاري القديم -وجاءت له إشارات في كتاب الله تبارك وتعالى- أن كل هذه الأمم كانت ترتكب هذه الموبقات العظيمة، والشيطان هو قائد هذا الركب في قديم الزمان وفي حديثه.وبنظرة بسيطة جداً نجد النموذج المعاصر الآن للبدائيين -كما يعده علماء الاجتماع المعاصرين أو العلماء السياسيين.. إلى آخره- هم الهمج في أستراليا أو سكان الغابات والأحراش في الأمازون أو في المناطق الاستوائية، ولو استطاع أحد الدخول إلى هذه المجتمعات -وطبعاً يدخل إليها أناس ويصورونهم- فإنه يجد التعري والاختلاط والغناء والرقص الذي يوجد في باريس أو في نيويورك أو في أي مكان.عصور وقرون وأجيال طويلة.. والظاهرة واحدة؛ طبعاً نحن لا بد أن ننبه أنه لا يعني ذلك على الإطلاق؛ أي: أن نقر أن أصل الجماعة البشرية هو الانحراف والتعري والفساد على الإطلاق؛ لكن نقول: منذ بداية الانحراف البشري، وأقدم من ذلك الهدف الشيطاني الذي من أجله أغرى أبوينا بالأكل من الشجرة ووسوس لهما وزين لهما ذلك؛ هو هذا بالضبط الذي نجده عند العراة في أستراليا أو في الأمازون، وعند العراة في أي مكان في العالم المزعوم أنه عالم متحضر.وفي هذه الجزيرة وفي هذه البلاد وما حولها من البلاد الإسلامية في عصور الانحراف -ربما قبل قرن أو ثلاثة أو أربعة قرون- كان هناك نوع من التفلت في القيم والأخلاق الذي يقارب هذا الشيء.إذاً: ليست القضية قضية تطور وحضارة, كما يدعي البعض أو كما يلبس البعض، بل القضية هي قضية انحطاط وانحراف.فعندما نجد أن هذه المتغيرات التي يراد أن تفرض على العالم وعلى الأمة الإسلامية, وتدفع بقوة إليها لتسير فيها المرأة المسلمة؛ فهي لا تتقدم كما يزعمون؛ بل هي في الحقيقة تنزل وتهبط إلى الهاوية، مهما سموها تقدماً فهي هاوية، وفي النهاية يجد الإنسان نفسه أمام المنظر القديم الذي حدث عندما أكل أبوانا من الشجرة، ويجد نفسه أمام المنظر القديم الذي لا تزال بقاياه الآن في هذه المناطق القديمة.